فصل: ذكر خلاف أهل الغوطة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكامل في التاريخ **


  ذكر رجوع الحارث بن السريج إلى مرو

وفي هذه السنة رجع الحارث إلى مرو وكان مقيمًا عند المشركين مدة وقد تقدم سبب عودة وكان قدومه مرو في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين فلقيه الناس بكشمهين فلما لقيهم قال‏:‏ ما قرت عبيني منذ خرجت إلى يومي هذا وما قرة عبيني إلا أن يطاع الله‏.‏

ولقيه نصر وأنزل وأجرى عليه كل يوم خمسين مرهمًا فكان يقتصر على لون واحد وأطلق نصر أهله وأولاده وعرض عليه نصر أن يوليه ويعطيه مائة ألف دينار فلم يقبل وأرسل إلى نصر‏:‏ إني لست من الدنيا واللذات في شيء وإنما أسألك كتاب الله والعمل بالسنة وأن تستعمل أهل الخير فإن فعلت ساعدتك على عدوك‏.‏

وأرسل الحارث إلى الكرماني‏:‏ إن أعطاني نصر العمل بالكتاب وما سالته عضدته وقمت بأمر الله وإن لم يفعل أعنتك إن ضمنت الي ضمنت لي القيام بالعدل والسنة‏.‏

ودعا بني تميم إلى نفسه فأجابه منهم ومن غيرهم جمع كثير واجتمع إليه ثلاثة آلاف وقال لنصر‏:‏ إنما خرجت من هذه البلدة منذ ثلاث عشرة سنة إنكارًا للجور وأنت تريديني عليه‏.‏

  ذكر انتقاض أهل حمص

وفي هذه السنة انتقض أهل حمص على مروان‏.‏

وكان سبب ذلك أن مروان لما عاد إلى حرآن بعد فراغه من أهل الشام أقام ثلاثة أشهر فانتقض عليه أهل حمص وكان الذي دعاهم إلى ذلك ثابت ابن نعيم وراسلهم وأرسل أهل حمص إلى من بتدمر من مكلب فأتاهم الأصبغ بن ذؤالة الكلبي وأولاده ومعاوية السككي وكان فارس أهل الشام وغيرهما في نحو من ألف من فسانهم فدخلوا ليلة الفطر فجد مروان في

السير إليه ومعه إبراهيم المخلوع وسلمان بن هشام وكان قد آمنهما وكان يكرمهما فبلغهما بعد افطر بيومين وقد سد أهللها أبوابها فأحدق بالمدينة ووقف بإزاء باب من أبوابها فنادى مناديه الذين عند الباب‏:‏ ما دعاكم إلى النكث قالوا إنا على طاعتك لم ننكث‏.‏

قال‏:‏ فافتحوا الباب‏.‏

فافتحوا الباب فدخله عمر بن الوضاح في الوضاحية وهم نحو من ثلاثة آلاف فقالتلهم من في البلد فكثرتهم خيل مروان فخرج بها من بها من باب تدمر فقاتلهم من عليه من أصحاب مروان فقتل عامة من خرج منه وأفلت الأصنع بن ذؤالة وابنه فرافصة وقتل مروان جماعةً من أسرائهم وصاب خمسائة من القتلى خحول المدينة وهدم من سوها نحو غلوة‏.‏

وقيل‏:‏ إن فتح حمص وهدم سورها كان في سنة ثمان وعشرين‏.‏

  ذكر خلاف أهل الغوطة

في هذه السنة خالف أهل الغوطة وولوا عليهم يزيد بن خالد القسري وحصروا دمشق وأميرهم زامل بن عمرو فوجه إليهم مروان من حمص أبا الورد بن لكوثر بن زفر بن الحارث وعمر بن الوضاح في عشرة آلاف فلما دنوا من المدينة حملوا عليهم وخرج عليهم من بالمدينة فانهزموا واستباح أهل مروان عسكرهم وأحرقوا المزة وقرى من اليمانية وأخذ يزيد بن خالد

وممن قتل في هذه الحرب عمر بن هانئ العبسي مع يزيد وكان عابدًا ككثير المجاهة‏.‏

  ذكر خلاف أهل فلسطين

وفيها خرج ثابت بن نعيم بعد أهل حمص والغوطة وكان خروجه في أهل فلسطين وانتقض على مروان أيضًا وأتى طبرية فحاصرها وعليها الوليد ابن معاوية بن مروان بن الحكم ابن أخير عبد الملك فقالتله أهلها أيامًا‏.‏

فكتب مروان بن محمد إلى أبي الورد يأمره بالمسير إليهم فما قرب منهم خرج أهل طبرية على ثابت فهزموه واستباحوا عسكره وانصرف إلى فلسطين منهزمًا وتبعه أبو الورد فالتقوا واقتتلوا فهزمه أبو الرود ثانية وتفرق أصحابه واسر ثلاثة من أولاده وبعث بهم إلى مروان وتغيب ثابت وولده رفاعة‏.‏

واستعمل مروان على فلسطين الماحن بن عبد العزيز الكناني فظفر بثابت وبعثه إلى مروان موثقًا بعد شهرين فأمر به وبأولاده الثلاثة فقطعت لأيديهم وأرجلهم وحموا إلى دمشق فألقوا على باب المسجد ثم صلبهم على أبواب دمشق‏.‏

وكان مروان بدير أيوب فبايع لابنيه عبيد الله وعبد الله وزوجهما ابنتي هشام بن عبد الملك وجمع كذلك بين أمية واستقام له الشسام ما خلا تدمر فسار إليها فنزل القسطل وبينه وبين تدمر أيام وكانوا قد عوروا المياه فاستعمل المزاد والقرب والإبل وكلمه الأبرش بن الوليد وسلميان ابن هشام وغيرهما وسألوه أن يرسل إلهم فأذن لهم في ذلك وسار الأبرش وخوفهم وحذرهم فأجابوا إلى الطاعة وهرب نفر منهم إلى البر ممن لم يثق بمروان ورجع الأبرش إلى مروان ومعه من أطاع بعد أن هدم سورها‏.‏

وكان مروان قد سير يزيد بن عمر بن هبيرة بين يديه إلى العراق لقتال الضحاك الخارجي وضرب على أهل الشام بعثًا وأمرهم باللحاق بيزيد وسار مروان إلى الرضصافة فاستأذنه سليمان بن هشام لقيم أيامًا ليقوى من معه ويستريح ظهره‏.‏

فأذن له وتقدم مروان إلى قرقيسيا وبها ابن هبيرة ليقدمخ إلى الضحاك فرجع عشرة آلاف ممن كان مروان قد أخذه من أهل الشام لقتال الضحاك فأقاموا بالرصافة ودعوا سليمان إلى خلع مروان فأجابهم‏.‏

  ذكر خلع سليمان بن هشام ابن عبد الملك مروان بن محمد

وفي هذه السنة خلع سليمان بن هشام بن عبد الملك مروان بن محمد وحاربه‏.‏

وكان السبب في ذلك ما ذكرنا من قدوم الجنود عليه وتحسيتهم له خلع مروان وقالوا له‏:‏ أنت أرضى عند الناس من مروان وأولى بالخلافة‏.‏

فأجابهم إلى ذلك وسار بإخوته ومواليه معهم فعسكر بقنسرين وكانب أهل الشام فاتوه من كل وجه وبلغ الخبر مروان فرجع إليهمن قرقيسيا وكتب إلى ابن هبيرة يأمره بالمقام واجتاز مروان في رجوعه بحصن الكامل وفيه جماعة من موالي سليمان وأولاد هشام فتحصنوا منه فأرسل إليهم‏:‏ إني أحذركم أت تعرضوا لأحد ممن يتبعين من جندي بأذى فإن فعلتم فلا أمان لكم عندي‏.‏

فأرسلوا إليه‏:‏ إنا نستكف‏.‏

ومضى مروان فجعلوا يغيرون على من يتبعه من أخريات الناس وبلغه ذلك فتغيظ عليهم‏.‏

واجتمع إلى سليمان نحو من سبعين ألفًا من أهل الشام والذكوانية وغيرهم وعسكر بقرية خساف من أرض قنسرين وأتاه مروان فواقعه عند وصوله فاشتد بينهم القتال وانهزم سليمان ومن معه وابتعهم خيل مروان تقتل وتأسر واستباحوا هعسكرهم ووقف مروان موقفًا ووقف ابناه موقفين ووقف كوثر صاحب شرطته موقفًا وأمرهم أن لا يؤتوا بأسير إلا قتلوه إلا عبدًا مملوكًا‏.‏

فأحصي من قتلاهم يومئذ نيف على ثلاثين ألق قيل وقتل إبراهيم بن سليمان وأكثر ولده وخالد بن هشام المخزومي خال هشام ابن عبد الملك وادعى كثير من الأسراء للجند أنهم عبيد فكف عن قتلهم وأمر ببيعهم فيمن يزيد مع من أصيب من عسكرهم‏.‏

ومضى سليمان حتى أنتهى إلى حمص وانضم إليه من أفلت ممن كان معه فعسكر بها وبنى ما كان مروان أمر بهدمه من حيطانهم‏.‏

وسار مروان إلى حصن الكامل حنقًا على من فيه فحصرهم وأنزلهم على حكمه فمثل بهم وأخذهم أهل الرقة فداووا جراحاتهم فهلك بعضهم وبقي أكثرهم وكانت عدتهم نحوًا من ثلاثمائة‏.‏

ثم سار إلى سليمان ومن معه فقال بعضهم لبعض‏:‏ حتى متى نتهزم من مروان فتبايع سبعمائة من فرسانهم على الموت وساروا بأجمعهم مجمعين على أن يبيتوه إن أصابوا منه غرة‏.‏

وبلغه خبرهم فتحرز منهم فتحرز منهم وزحف إليهم في الخنادق على احتراس وتعبية فلم يمكنهم أن يتبعوه فكمنوا في زيتون على طريقه فخرجوا عليه وهويسير على تعبية فوضعوا السلاح فيمن معه وانتدب لهم ونادى خيوله فرجعت إليه فقتلوه من لدن ارتفاع النهار إلى بعد العصر وانهزم أصحاب سليمان وقتل منهم نحو من ستة آلاف فلما بلغ سليمان هزيمتهم حخلف أخاه سعيدًا بحمص إلى تدمر فأقام بها ونزل مروان على حمص فحصر أهلها عشرة أشهر ونصب عليهم نيفًا وثمانين منجنيقًا يرمى بها الليل والنهار وهم يخرجون إليه كل يوم فيقاتلونه وربما بيتوا نواحي عسكره‏.‏

فملا تتابع عليهم البلاء طلبوا الأمان على أن يمكنوه من سعيدبن هشام وابنيه عثمان ومروان ومن رجل كان يسمى السكسي كان يغير على عسكره ومن رجل حبشي كان يشتم مروان وكان يشد في ذكره ذكر حمار ثم يقول‏:‏ يا بني سليم يا أولاد كذا وكذا هذا لواؤكم‏.‏

فأجابهم إلى ذلك فاستوثق من سعيد وابنيه وقتل السكسكي وسلم الحبشي إلى بني سليم فقطعوا ذكره وأنفه ومثلوا به‏.‏

فلما فرغ من حمص سارنحو الضحاك الخارجي‏.‏

وقيل‏:‏ إن سليمان بن هشام لما انهزم بخساف أقبل هاربًا حتى صار إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بالعراق فخرج معه إلى الضحاك فبايعه وحرض على مروان فقال بعض شعرائهم‏:‏ ألم تر الله أظهر دينه وصلت قريش خلف بكر بن وائل فلما رأى النضر بن سعيد الحرشي وكان قد ولي العراق على ما نذكره إن شاء الله ذلك علم أنه لا طاقة له بعبد الله بن عمر فسار إلى مروان فلما كان بالقادسية خرج إليه ابن ملجان خليفة الضحاك بالكوفة فقاتله فقتله النضر واستعمل الضحاك على الكوفة المثنى بن عمران العائذي‏.‏

ثم سار الضحاك في ذي القعدة إلى الموصل وأقبل ابن هبيرة حتى نزل بعين التمر فسار إليه المثنى بن عمران فاتتلوا أيامًا فقتل المثنى وعدة من قواد الضحاك وانهزمت الخوارج ومعهم منصور بن جمهور وأتوا الكوفة فجمعوا من بها منهم وساروا نحو ابن هبيرة فلقوه فقاتلهم أيامًا

وانهزمت الخوارج وأتى ابن هبيرة إلى الككوفة وسار إلى واسط ولما بلغ الضحاك ما لقي أصحابه أرسل عبيدة بن سوار التغلبي إليهم فنزل الصراة فرجع ابن هبيرة إلهم فالتقوا بالصراة وسيرد خبر خروج الضحاك بعدها إن شار الله تعالى‏.‏

الحرشي بفتح الحاء المهملة وبالشين المعجمة‏.‏

  ذكر خروج الضحاك محكمًا

وفي هذه السنة خرج الضحاك بن قيس الشيباني محكمًا ودخل الكوفة‏.‏

وكان سبب ذلك أن الوليد حين قتل خرج بالجزية حوري يقال له سعيد بن بهدل الشيباني في مائتي من أهل الجزيرة فيهم الضحاك فاغتنم قتل الوليد واشتغال مروان بالشام فخرج بأرض كفرتوثا وخرج بسطام البيهي وهو مفارق لرأيه في مثل عدتهم من ربيعة فسار كل واحد منهما إلى صاحبه فلما تقاربا أرسل سعيد بن بهدل الخيبري وهو أحد قواده في مائة وخمسين فارسًا فأتاهم وهم غارون فقتلوا فيهم وقتلوا بسطامًا وجميع من معه إلا أربعة عشر رجلًا ثم مضى سعيد بن بهدل إلى العراق لما بلغه أن الاختلاف بها فمات سعيد بن بهدل في الطريق واستخلف الضحاك بن قيس فبايعه الشراة فأتى أرض الموصل ثم شهرزو واجتمعت إليه وهلك يزيد بن الوليد وعامله على العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ومروان بالحيرة فكتب مروان إلى النضر بن سعد الحرشي وهو أحد قواد ابن عمر بولاية العراق فلم يسلم ابن عمر إليه العمل فشخص النضر إلى الكوفة وبقي ابن عمر بالحيرة فتحاربا أربعة أشهر وأمد مروان النضر بابن الغزيل واجتمعت المضرية مع النضر عصيبة لمروزان حيث طلب بدم الوليد وكانت أم الوليد قيسية من مضر وكان أهل اليمن مع ابن عمر عصيبة له حيث كانوا مع يزيد في قتل الوليد حين أسلم خالدًا القسري إلى يوسف فقتله‏.‏

فلما سمع الضحاك باختلافهم أقبل نحوهم وقصد العراق سنة سبع وعشرين فأرسل ابن عمر إلى النضر‏:‏ إن هذا لا يريد غيري وغيرك فهلم نجتمع عليه‏.‏

فتعاقدا عليه واجتماعا بالكوفة وكان كل منهما يصلي بأصحابه‏.‏

وأقبل الضحاك فنزل بالنخيلة في رجب واستراح ثم اتعدوا للقتال يوم الخميس من غد يوم نزلوه فاقتتلوا قتالًا شديدًا فكشفوا ابن عمر وقتلوا أخاه عاصمًا وجعفر ابن العابس الكندي أخا عبيد الله ودخل ابن عمر خندقه وبقي الخوارج عليهم إلى الليل ثم انصرفوا ثم اقتتلوا يوم الجمعة فانهزم أصحاب ابن عمر فدخلوا خنادقهم فلما أصبحوا يوم السبت تسلل أصحابه نحو واسط ورأوا قومًا لم يروا أشد بأسًا منهم‏.‏

وكان ممن لحق بواسط النضر بن سعيد الحرشي وإسماعيل بن عبد الله القسري أخو خالد ومنصور بن جمهور والأصبغ بن ذؤالة وغيرهم من الوجوه وبقي ابن عمر فيمن عنده من أصحابه لم يبرح فقال له أصحابه‏:‏ قد هرب الناس فعلام تقيم فبقي يومين لا يرى إلا هاربًا فرحل عند ذلك إلى واسط واستولى الضحاك على الكوفة ودخلها ولم يأمنه عبيد الله بن العباس الكندي على نفسه فصار مع الضحاك وبايعه وصار في عسكره فقال أبو عطاء السندي له يعيره باتباعه الضحاك وقد قتل أخاه‏:‏ فقل لعبيد الله لو كان جعفر هو الحي لم يجنح وأنت قتيل ولم يتبع المراق والثار فيهم وفي كفه عضب الذباب صقيل إلى معشر ردوا أخالك وأكفروا أباك فماذا بعد ذاك تقول فلما بلغ عبيد الله هذا البيت من قول أبي عطاء قال‏:‏ أقوةل عض بيظر أمك‏:‏ فلا وصلتك الرحم من ذي قرابة وطالب وتر والذليل ذليل تركت أخا شيبان يسلب بزه ونجاك خوار العنان مطول ووصل ابن عمر إلى واسط فنزل بدار الحجاج بن يوسف‏.‏

وعادت الحرب بين عبد الله والنضر إلى ما كانت عليه قبل الضحاك إلى النضر يطلب أن يسلم إليه ابن عمر ولاية العراق بعهد مروان له وابن عمر يمتنع وسار الضحاك من الكوفة إلى واسط واستخلف ملجان الشيباني ونزل فلما رأى ذلك ابن عمر والنضر تركا الحر بينهما واتفقا على قتل الضحاك فلم يزالوا على ذلك شعبان وشهر رمضان وشوال والقتال بينهم متواصل‏.‏

ثم إن منصور بن جمهور قال لابن عمر‏:‏ ما رأيت مثل هؤلاء‏!‏ فلم تحاربهم وتشغلهم عن مروان أعطهم الرضا واجعلهم بينك وبين مروان فإنهم يرجعون عنا إليه ويوسعونه شرًا فإن ظفروا به كان ما أردت وكنت عندهم آمنًا وإن ظفر بهم وأردت خلافه وقتاله قاتلته وأنت مستريح‏.‏

فقال ابن عمر‏:‏ لا عجل حتى ننظر‏.‏

فلحق بهم منصور وناداهم‏:‏ إني أريد أن أسلم وأسمع كلام الله وهي حجتهم فدخل إليهم وبايعهم‏.‏

ثم إن عبد الله بن عمر بن العزيز خرج إليهم في شوال فصالحهم وبايع الضحاك ومعه سليمان بن هشام بن عبد الملك‏.‏

  ذكر خلع أبي الخطار أمير الأندلس وإمارة ثوابة

وفي هذه السنة خلع أهل الأندلس أبا الخطار الحسام بن ضرار أميرهم‏.‏

وسبب ذلك أنه لما قددم الأندلس أميرًا أظهر العصبية لليمانية على المضربة فاتفق ف بعض الأيام أنه اختصم رجل من كنانة ورجل من غسان فاستعان الكناني بالصميل بن حاتم بن ذي

الجوشن الضبابي فكلم فيه أبا الخطار فاسغلظ له أبو الخطار فأجابه الصميل فامر به فأقيم وضرب قفاه فمالت عمامته فملا خرج قيل له‏:‏ نرى عمامتك مالت‏!‏ فقال‏:‏ إن كان لي قوم فسيقيمونها‏.‏

وكان الصميل من أشراف مضر فلما دخل الأندلس مع بلج شرف فيها بنفسه وأوليته‏.‏

فلما جرى له ما ذكرناه جمع قومه وأعلمهم فقالوا له‏:‏ نحن تبع لك‏.‏أريد أن أخرج أبا الخطار من الأندلس‏.‏

فقال له بعض أصحابه‏:‏ افعل واستعن بمن شئت ولا تسعن بأبي عطاء القيسي وكان من أشراف قيس وكان ينظر الصميل في الرياسة وبجسده‏.‏

وقال له غيره‏:‏ الرأي أنك تأتي أبا عطاء وتشد أمرك به فإنه تحركه الحمية وينصرك وإن تركته مال إلى أبي الخطار وأعانه عليك ليبلغ فيك ما يريد والرأي أيضًا أن تستعين عليه بأهل اليمن فضلًا عن معد‏.‏

ففعل ذلك وسار من ليلته إلى أبي عطاء وكان يسكن مدينة إستجة فعظمه أبو عطاء وسأله عن سبب قدومه فاعلمه يكلمه حتى قام فركب فرسه ولبس سلاحه وقال له‏:‏ انهض الآن حيث شئت فأنا معك وأمر أهله وأصحابه باتباعه فساروا إلى مرو وبها ثوابة بن سلامة الحداني وكان مطاعًا في قومه وكان أبو الخطار قد اسعمله على إشبيليةوغيرها ثم عزله ففسد عليه فدعاه الصميل إلى نصره ووعده أنه إذا أخرجوا أبا الخطار صار أميرًا فاجاب إلى وسار إيهم أبو الخطار من قرطبة واستخلف بها إنسانًا فالتقوا واقتتلوا في رجب من هذه السنة وصبر الفريقان ثم وقعت الهزيمة على أبي الخطار وقتل أصحابه أشد قتل واسر أبو الخطار وكان بقرطبة أمية بنعبد الملك ابن قطن فاخرج منها خليفة أبي الخطار وانتهت ما وجد لهما فيها‏.‏

ولما انهزم أبو الخطار سار ثوابة بن سلامة والصميل إلى قرطبة فملكاها واستقر ثوابة في الإمارة فثار به عبد الرحمن بن حسان الكلبي وأخرج أبا الخطار من السجن فاستجاش اليمانية فاجتمع له خلق كثير وأقبل بهم إلى قرطبة وخرج إليه ثوابة فيمن معه من اليمانية والمضربة مع الصميل‏.‏

فلما تقاتل الطائفتان نادى رجل من مضر‏:‏ يا معشر اليمانية‏!‏ ما بالك تتعرضون للحرب على أبي الخطار وقد جعلنا الأمير منكم يعني ثوابة فإنه من اليمن وول أن الأمير منا لقد كنتم تعتذرون في قتالهم لنا وما تقول هذا إلا تحرجًا من الدماء ورغبة في العافية للعامة‏.‏

فملا سمع الناس كلامه قالا‏:‏ صد والله الأمير منا فلما بالنا نقالتل قومنا فتركوا القتال وافترق الناس فهرب أبو الخطار فلحق باجة ورجع ثوابة إلى قرطبة فسمي ذلك العسكر عسكر العافية

في هذه السنة توجه سليمان بن كثير ولا هز بن قريظ وقجطبة إلى مكة فلقوا إبارهيم بن محمد الإمام بها وأوصلوا إلى مولى له عشريمن ألف دينار ومائتي أف درهم وسمكًا ومتاعًا كثيرًا وكان معهم أبو سملم فقال سليمان لإبراهيم‏:‏ هذا مولاك‏.‏

وفيها كتب بكير بن ماهان إلى إبراهيم الإمام أنه في الموت وأنه قد استخلف أبا سلمة حفص بن سليمان وهو رضى للأمر فكتب إبراهيم لأبي سلمة يأمره بالقايم بأمر أصحابه وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم أنه قد أسند أمرهم إليه ومضى أبو سلمة إلى خراسان فصدقوه وقبلةوا أمره ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة وخمس أموالهم‏.‏

  ذكر عدة حوادث

وحج بالناس هذه السنة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو عامل مروان علاى مكةوالمدينة والطائف وكان العامل على العراق النضر بن الحرشي وكان من أمره وأمر ابن عمر والضحاك الخارجي ما ذكرناه‏.‏

وكان بخراسان نصر بن سيار وبها من ينازعه فيها المركاني والحارث بن سريج‏.‏

وفيها مات سويد بن غفلة وقيل سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وثلاثين وعمره مائة

وعشرون سنة وعبد الكريم بن مالك الجزري وقيل غير ذلك وفيها مات أبو حصين عثمان بن حصين الأسدي الكوفي حصين بفتح الححاء وكسر الصاد‏.‏

وفيها مات أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني وقيل سنتة ثمان وعشرين وعمره مائة سنمة السبيعي بفتح السين وكسر الباء‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن دينار وقيل سنة ست وثلاثين‏.‏

وفيها مات محمد ابن واسع الأزدي البصري وكنيته أبو بكر‏.‏

وداود بن أبي هند واسم أبي هند يدينار مولى بني قشير أبو محمد‏.‏

وفيها توفي أبو بحر عبد الله بن إسحاق مولى الخضر وكان إمامًا في النحو واللغة تعلم ذلك من يحيى بن النعمان وكان يعيب الفرزدق في شعره وينسبه إلى للحن فهجاه الفرزدق يقول‏:‏ فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليًا فقال له أبو عبد الله‏:‏ لقد لحنت أيضًا في قولك مواليًا ينبغي أن تقول‏:‏ مولى موالٍ

  ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائة

  ذكر قتل الحارث سريج وغلبه الكرماني على مرو

قد تقدم ذكر أمان يزيد بن الوليد للحارث بن سريج وعوده من بلاد المشركين إلى بلاد الإسلام وا كان وبين نصر من الاختلاف‏.‏

فلما ولي ابن هبيرة العراق كتب إلى نصر بعهده على خراسان فبايع لمروان بن محمد فقال الحارث‏:‏ إنما آمنتني يزيد ولم يؤمني مروان ولا يجيز مروان أمان يزيد فلا أمنه‏.‏

فخاف نصرًا‏.‏

فأرسل إليه نصر يدعوه إلى الجماعة وينهاه عن الفرقة وإكماع العدو فلم يجبه إلى ما أراد وخرج فعسكر وأرسل إلى نصر‏:‏ اجعل الأمر شورى فأبى نصر وأمر الحارث جهم بن صفوان رأس الجهمية وهو مولى راسب أن يقرأ سيرته وما يدعوه إليه على الناس‏.‏

فلما سمعوا ذلك كثروا وكثر جماع وأرسل الحارث إلى نصر ليعزل سالم بن أحوز عن شرطته وبغير عماله ويقر الأمر بينهما أن يختاروا رجالًا يسمون لهم قومًا يعملون بكتاب الله فاختار نصر مقاتل بن سليمان ومقاتل ابن حيان واختار الحارث المغيرة بن شعبة الجهضمي ومعاذ بن جبلة وأمر نصر كابه أن يكتب ما يرضي هؤلاء الأربعة من السنن وما يختارونه من العمال فيوليهم ثغر سمر قند وطخارستان وكان الحارث يظهر أنه صاحب الرايات الود‏.‏

فأرسل إليه نصر‏:‏ إن كنت تزعم أنكم تهدمون سور دمشق وتزيلون ملك بني أمية فخذ مني خمسمائة رأس ومائتي بعير واحمل من الأموال ماشئت وآلة الحرب وسر فلعمري لئن كنت صاحب ما ذكرت إني لفي فقال الحارث‏:‏ قد علمت أن هذا حق ولكن لا يبايعني عليه من صحبني‏.‏

فقال نصر‏:‏ فقد ظهر أنهم ليسوا على رأيك فاذكر الله في عشرين الفا من ربعة واليمن يهلكون فيما بينكم‏.‏

وعرض عليه نصر أن يوليه ما وراء النهر ويعطيه ثلاثمائة ألف فلم يقبل فقال له نصر‏:‏ فابدأ بالكرماني فإن قتلته فأنا في طاعتك‏.‏

فلم يقبل‏.‏

ثم تراضيا بأن جكما جهم بن صفوان ومقاتل بن حيان فحكما بأن يعتزل نصر وأن يكون الأمر شورى فلم يقبل نصر‏.‏

فخالفه الحارث واتهم نصر قومًا من أصحابه أنهم كاتبوا الحارث فاعتذروا إليه فقبل عذرهم‏.‏

وقدم عليه جمع من أهل خراسان حين سمعوا بالفتنة منهم‏:‏ عاصم بن عمير الصريمي وأبو الذيال الناجي ومسلم بن عبد الرحمن وغيرهم وأمر الحارث أن تقرأ سيرته في الأسواق والمساجد وعلى باب نصر فقرئت فأتاه حلق كثير وقرأها رجل على باب نصر فضربه غلمان نصر فنابذهم الحارث وتجهزوا للحرب ودل رجل من أهل مرو الحارث على نقب في سورها فمضى الحارث إليه فنقبه ودخل المدينة من ناحية باب بالين فقاتلهم جهم ابن مسعود الناجي فقتل جهم وانهبوا منزل سالم بن أحوز وقتلوا من كان يحرس باب بالين وذلك يوم الاثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة‏.‏

وعدل الحارث في سكة السعد فرأى أعين مولى حيان فقاتله وكب سالم حين أصبح وأمر مناديًا فنادى‏:‏ من جاء برأس فله ثلاثمائة‏.‏

فلم تطلع الشمس حتى انهزم وقاتلهم الليل كله وأتى سالم عسك الحارث فقتل كاتبه واسمه يزيد بن داوود وقتل الرجل الذي دل الحارث على النقب‏.‏

وأرسل نصر إلى الكرماني فأتاه على عهد وعنده جماعة فوقع بين سالم بن أحوز ومقدام بن نعيم كلام فأغلظ كل واحد منهما لصاحبه فأعان كل واحد منهما نفر من الحاضرين فخاف الكرماني أن يكون مكرًا من نصر فقام وتعلقوا به فلم يجلس وركب فرسه ورجع وقال‏:‏ أراد نصر الغدر بي‏.‏

وأسر يومئذ جهم بن صفوان وكان مع الكرماني فقتل وأرسل الحارث ابنه حاتمًا إلى الكرماني فقال له محمد بن المثنى‏:‏ هما عدواك دعهما يضربان‏.‏

فلما كان الغد ركب الكرماني إلى باب ميدان يزيد فقاتل أصحاب نصر وأقبل الكرماني إلى باب حرب بن عامر ووجه أصحابه إلى نصر بوم الأربعاء فترموا ثم تحاجزوا ولم يكن بينهم يوم الخميس قتال والتقوا يوم الجمعة فانهزمت الأزد وصلوا إلى الكرماني فأخذ الللواء بيده فقاتل به وانهزم أصحاب نصر وأخذوا لهم ثمانين فرسًا وصرع تميم بن نصر وأخذوا له برذونين وسقط سالم بن أحوز فحمل إلى عسكر نصر‏.‏

فلما كان بعض‏.‏

فلما كان بعض الليل خرج نصر من مرو وقتل عصمة بن عبد الله الأسدي فكان يحمي أصحاب نصر واقتتلوا ثلاثة أيام فانهزم أصحاب الكرماني في آخر يوم وهم الأزدوربيعة فنادى الخليل بن غزوان‏:‏ يا معشر ربيعة واليمن قد دخل الحارث السوق وقتل ابن الأقطع‏!‏ يعني بن سيار ففت في أعضاد المضرية وهم أصحاب نصر فانهزموا وترجل تميم بن نصر فقاتل‏.‏

فلما هزمت اليمانية مضرًا أرسل الحارث إلى نصر‏:‏ إن اليمانية يعيرونني بانهزامكم وأنا كاف فاجعل حماة أصحابك بإزاء الكرماني‏.‏

فأخذ عليه نصر العهود بذلك‏.‏

وقدم على نصر عبد الحكيم بن سعد العودي وأبو جعفر عيسى ابن جرز من مكة فقال نصر لعبد الحكيم العودي وهم بطن من الأزد‏:‏ أما ترى ما فعل سفهاء قومك فقال‏:‏ بل سفهاء قومك طالت ولايتها بولايتك وصيرت الولاية لقومك دون ربيعة واليمن فبطروا وفي ربيعة واليمن علماء وسفهاء فغلب السفهاء العلماء‏.‏

فقال أبو جعفر عيس لنصر‏:‏ أيها الأمير حسبك من الولاية وهذه الأمور فإنه قد أظلك أمر عظيم سيقوم رجل مجهول النسب يظهر السواد ويدعو إلى دولة تكون فيغلب على الأمر وأنتم تنظرون‏.‏

فقال نصر‏:‏ ما أشبه أن يكون كما تقول لقلة الوفاء وسء ذات البين‏!‏ فقال‏:‏ إن الحارث مقتول مصلوب وما الكرماني من ذلك ببعيد‏.‏

فلما خرج نصر من مروغلب عليها الكرماني وخطب الناس فآمنهم وهدم الدور ونهب واعتزل بشر بن جرموز الضبي في خمسة آلاف وقال للحارث‏:‏ إنما قاتلت معك طلب العدل فأما إذا أنت مع الكرماني فما تقاتل إلا ليقال غلب الحارث وهؤلاء يقاتلون عصبيةً فلست مقاتلًا معك فنحن الفئة العادلة لا نقاتل إلا من يقاتلنا‏.‏

وأتى الحارث أتى السور فثلم فيه ثلمةً ودخل البلد وأتى الكرماني يدعوه إلى أن يكون الأمر سورى فأبى الكرماني فانتقل الحارث عنه وأقاموا أيامًا‏.‏

ثم إن الحارث أتى السور فثلم فيه ثلمةً ودخل البلد وأتى الكرماني فاقتتلوا فاشتد القتال بينهم فانهزم الحارث وقتلوا مابين اثلمة وعسكرهم والحارث على بغل فانزل عنه وركب فرسًا وبقي في مائة فقتل عند شجرة زيتون أو غبيراء وقتل أخوه سوادة وغيرهما‏.‏

وقيل‏:‏ كان سبب قتله أن الكرماني خرج إلى بشر بن جرموز الذي ذكرنا اعتزاله ومعه الحارث بن سريج فأقام الكرماني أيامًا بينه وبين عسكر بشر فرسخان ثم قرب منه ليقاتله فندم الحارث على اتباع الكرماني وقال‏:‏ لا تعجل إلى قتالهم فأنا أردهم عليك‏.‏

فخرج في عشرةفوارس فاتى عسكر بشر فأقام معهم وخرج المضرية أصحاب الحارثمن عسكر الكرماني إليه فلم يبق مع الكرماني مضري غير سلمة بن أبي عبد الله‏:‏ فإنه قال‏:‏ لم أر الحارث من عسكر الكرماني إليه فلم يبق مع الكرماني مضري غي سلمة بن أبي عبد الله‏:‏ فإنه قال‏:‏ لم أر الحارث إلا غادرًا‏.‏

وغير المهلب بن إياس فإنه قال‏:‏ لم أر الحارث قط إلا في خيل تطرد فقاتلهم الكرماني مرارًا يقتتلون ثم يرجعون إلى خنادقهم مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء‏.‏

ثم إن الحارث ارتحل بعد أيام فنقب سور مرو ودخلها وتبعه الكرماني فدخلها أيضًا فقالت المضرية للحارث‏:‏ تركنا الخنادق فهو يومنا وقد فررت غير مرة فترجل‏.‏

فقال‏:‏ أنا لكم فارسًا خير مني لكم راجلًا‏.‏

فقالوا‏:‏ لا نرضى إلا أن تترجل وترجل فاقتتلوا هم والكرماني فقتل الحارث وأخوه وبشر بن جرموز وعدة من فرسان تميم وانهزم الباقون وصفت مرو لليمن هدموا دور المضرية فقال نصر بن سيار للحارث حين قتل شعر‏.‏

يا مدخل الذل على قومه بعدًا وسحقًا لك من هالك شؤمك أردى مضرًا كلها وحز من قومك بالحارك ما كانت الأزد وأشياعها تطمع في عمرو ولا مالك ولا بني سعدٍ إذا ألجموا كل طمر لونه حالك عمرو ومالك وسعد بطون من تميم‏.‏

وقيلك بل قال هذه الأبيات نصر لعثمان بن صدقة وقالت أم كثير الضبية شعر‏:‏ لابارك الله في أنثى وعذبها تزوجت مضريًا آخر الدهر إن أنتم لم تكروا بعد جولتكم حتى تعبدوا رجال الأزد في الظهر إني استحيت لكم من بعد طاعتكم هذا المزوني يجبيكم على قهر ذكر شيعة بني العباس وفي هذه السنة وجه إبراهيم الإمام أبا مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم إلى خراسان وعمره تسع عشرة سنة وكتب إلى أصحابه‏:‏ غني قد أمرته بأمري فاسمعوا له وأطيعوا فإني قد أمرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك‏.‏

فأتاهم فلم يقبلوا قوله وخرجوا من قابل فالتقوا بمكة عند إبراهيم فأعلمه أبو سملم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره‏.‏

فقال إبراهيم قد عرضت هذا الأمر على غير واحد وأبوه علي‏.‏

وكان قد عرضه على سليمان بن كثير فقال‏:‏ لا ألي على اثنين أبدًا‏.‏

ثم عرضه على إبراهيم بن سلمة فأبى فأعلمهم أنه قد أجمع رأيه على أبي مسلم وأمرهم بالسمع والطاعة له ثم قال له‏:‏ إنك رجل منا أهل البيت احفظ وصيتي انظر هذا الحي من اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم فإن الله لا يتم هذا الأمر إلا بهم فاتهم ربيعة في أمرهم وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار واقتل من شككت فيه وإن استطعت أن لا تدع بخراسان من يتكلم بلعربية فافعل وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله ولا تخالف هذا الشيخ يعني سليمان بن كثير ولا تعصه وإذا أشكل عليك أمر فاكتف به مني‏.‏

وسيرد من خبر أبي مسلم غير هذا إن شاء الله تعالى‏.‏